الوضع في أفغانستان متقلب للغاية هذه الأيام، وبينما لا تزال النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية غير واضحة، فإن نتائج محادثات السلام يكتنفها الغموض أيضاً.
تأكيد ونفي وقف إطلاق النار
ذكرت وكالة أسوشيتيد برس أول أمس أن حرکة طالبان المتشددة وافقت على وقف مؤقت لإطلاق النار في أفغانستان. وقد أُعلن في هذا السياق أن مفاوضي طالبان كانوا يعملون مع مجلسهم الحاكم لمدة أسبوع قبل اتفاق وقف إطلاق النار. وستكون المدة المحتملة لوقف إطلاق النار عشرة أيام.
كما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مجلس قيادة طالبان قد عقدت في أربعاء الماضي اجتماعاً في مدينة كويتة الباكستانية لمناقشة وقف إطلاق النار، بحضور زعيم طالبان الملا هيبة الله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في طالبان کان حاضراً في الاجتماع، أن قيادة طالبان وافقت على وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام في أفغانستان.
ووفقًا للتقرير، فإن موافقة مجلس قيادة طالبان على إعلان وقف إطلاق النار، ستوفر أرضيةً لانطلاق المحادثات بين الأفغانيين وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
لكن بعد يوم من قبول طالبان لوقف إطلاق النار، قالت الجماعة في بيان الاثنين إنها لا تعتزم وقف إطلاق النار في أفغانستان خلال محادثات السلام مع أمريكا، بل ستقدم علی خفض مستوى العنف فحسب.
وکان البيان قد ذكر أن المناقشات مستمرة بين الجانبين بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن هذه الميليشيا ليس لديها خطط لوقف إطلاق النار.
وأشار البيان الصادر عن طالبان إلى أن الجانب الأمريكي دعا فقط إلى خفض مستوى العنف، الأمر الذي ناقشه قادة الحرکة.
إن هذا التأكيد ثم الرفض من قبل طالبان بشأن وقف إطلاق النار، أظهر أنه على عكس بعض الافتراضات الأولية، لاتزال العقبات التي تعترض طريق السلام في أفغانستان كبيرةً.
من ناحية أخرى، نظرًا إلی أن هذا التأكيد والنفي لوقف إطلاق النار جاء متزامناً مع المحادثات الحالية بين أمريكا ومقاتلي طالبان، فقد اتضح أن الحل النهائي في هذه المحادثات لا يزال بعيد المنال.
مقتل أحد قادة طالبان أثناء محادثات السلام
لقد انخرطت أمريكا وطالبان في محادثات سلام منذ أكثر من عام، بهدف ضمان انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ووقف عنف طالبان العسكري وإحلال السلام في أفغانستان. في المقابل، تخطط أمريكا لتقديم الضمانات الأمنية لميليشيات طالبان المتمردة.
لکن تم تعليق هذه المحادثات في سبتمبر الماضي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أعقاب تفجير نفذته طالبان أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين. ومع ذلك، استؤنفت المحادثات بين أمريكا وممثلي إمارة أفغانستان الإسلامية في نوفمبر.
من ناحية أخرى، وبالتزامن مع محادثات السلام، قُتل قائد طالبان البارز قاري سيف الله محسود على أيدي مسلحين مجهولين.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول يوم الأحد في تقرير لها وبالتزامن مع محادثات السلام بين طالبان وأمريكا، أن هذا القائد البارز في حركة طالبان الباكستانية (المعروفة باسم تحريك طالبان باكستان) أصيب بإطلاق نار على مشارف مخيم غولون في إقليم خوست شرقي أفغانستان، ما أدی إلی قتله.
حرکة طالبان الباكستانية أكدت الخبر أيضاً، ما أثار مخاوف من إمكانية تأثير مقتل هذا القائد على المحادثات، على الرغم من أن المحادثات مستمرة.
قائمة طالبان وإضعاف طريق السلام
وكالة أسوشيتيد برس الأمريکية للأنباء نقلت مؤخراً عن مسؤول في طالبان قوله، إن قائمةً بخمسة آلاف سجين من طالبان، قدِّمت إلی ممثلي أمريكا في محادثات السلام، من أجل حريتهم.
وقد أعلن بعض المسؤولين الأفغان والأمريكيين لهذه الوكالة، أن إطلاق سراح 5000 سجين من طالبان جزء من محادثات السلام الأمريكية مع ممثلي طالبان في قطر.
لكن بعض المحللين السياسيين الأفغان يقولون إن إطلاق سراح سجناء طالبان من سجن بلجرخي في كابول سيقوض عملية السلام. وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، دعا بعض سجناء طالبان في سجن بلجرخي إلى حكم طالبان في أفغانستان.
وفي هذا السياق، حذر مايكل كوجلمان نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون للأبحاث بواشنطن، من أن السلطات الأفغانية والأمريكية تحتاج إلى اتخاذ تدابير وقائية ضد أي سجين تطلب طالبان إطلاق سراحه، لضمان عدم انتهاك عملية السلام الجديدة.
المستقبل الغامض لمحادثات السلام
الكثير من الخبراء يشككون في نجاح محادثات السلام في المستقبل. في الواقع، يعتمد نجاح محادثات السلام واستقرارها على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان والذي لم يحدث بعد. وبعد فترة من المفاوضات التي جرت قبل عام، ما زال وضع انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان غير واضح.
لذلك، يبدو أنه طالما أن الأفق المستقبلي للقوات الأجنبية في أفغانستان غير واضح، فلا يمکن أن نعقد آمالاً علی استمرار السلام والاستقرار في هذا البلد.
LINK: https://www.ansarpress.com/english/12483
TAGS: